حدد هدفك

جاءتني متسائلة إحدي المسترشدات تقول :-
دكتورة ...  طريقي واضح لتحقيق كل أحلامي  والهدف أضعه دائما نصب عيني لكني لا أستطيع الوصول إلي تحقيق شئ ، أحاول دائما وأتعثر أحيانا ً أنهض من جديد وأحيانا لا أستطيع النهوض مرة أخري دون مساعدة من أقاربي... فما السبب ؟
عزيزتي ...
أهلا بكِ ، للرد علي سؤالك أولا لابد من تحديد مصطلحين مهمين هنا هما الحلم والهدف ..
فما الفرق بينهما ؟
الكثير منا لديه العديد من الأحلام ويتوهم أنها أهداف.. !
وعندما نسأل أحداً منا هل عندك هدف ؟ يجيب طبعا عندى هدف ، لكنه لا يعلم أن ما لديه أحلاماً .. مجرد أحلام !!
بمعنى عندما تقولي :
أتمنى أن أكون معيدة فى الجامعة ، هذا حلم
أتمنى أن اصبح مليونيرة ،هذا حلم
ولكي نحول الحلم لهدف يجب أن يكون:
- دقيقاً و محدداً
- واقعياً
- قابلًا للقياس
- محدداً بفترة زمنية
مثلاً : أتمنى أن أكون معيدة فى الجامعة .. هذا حلم
سيصبح هذا الحلم حقيقة إذا :
أنا خلال 7 سنين (مدة محددة)
سوف أذاكر الثانوية والجامعة بجد (محدد) في تخصص العلوم الإنسانية مثلا (قابل للقياس)
و كي أحققه يجب أن أذاكر يومياً بواقع 6 ساعات وأنظم وقتي (واقعي) .
وهكذا .. فالأحلام هي أفكار نتمنى أن تتحقق لكن دون بذل جهد منا ، أما الأهداف فهي الغايات التي نسعى للوصول إليها بالتخطيط و بذل الجهد
المطلوب أن نحلم ، لأن الحلم شيء رائع وجميل ، لكن أن لانظل نقف مكتوفي اليدين و ننتظر أن يهبط علينا من السماء !
بل تحويله إلى هدف نسعى لتحقيقه... هنا فقط تكمن روعة الحلم !
ألم يحلم صلاح الدين بتوحيد العالم العربي وتحرير القدس من الصليبيين ؟
إن ما حلم به أصبح حقيقة بعد أن كان وهما و أماني لأنه بذل الاسباب الكفيلة بتحقيقه .
فحددي أنتِ الآن هل عندك أحلام أم أهداف..........؟؟!
 ثانيا عدم تحقيقك لشئ قد يكون سبب ذلك أن لا إصرار ولا إرادة قوية لتحقيق الهدف .
قد تسمعين كلمات تشعل جذوة إرادتك وحماسك ومن ثم بعد فترة قصيرة تنطفئ تلك الإرادة وذلك الحماس  ،لأن الكلمات مجرد نصيحة من الآخر تنبع من الخارج وليس من الداخل لذلك تعتبر نصيحة قد تؤثر بك وقد لا تؤثر .
إذا كيف أجعل الإصرار سمة من سمات شخصيتي وليست نصيحة ..؟
لن يكون الإصرار سمة دون وجود هدف أبدااا ؛ الهدف أولاً ثم الإصرار والإرادة
على سبيل المثال:
أنا أطمح لبلوغ الجنة ورضا الله إذن لابد من إصرار على الطاعة وإصرار على تجنب المعصية وبتدريب النفس والصبر ستكون سمة ، ولتكن تلك الكلمات نابعة من داخلك .شجعي نفسك دوماً والأهم أن تقتنعي أولا بنفسك كإنسانة يها مميزات تستطيع الوصول بها الي تحقيق أهدافها ؛ صدقي نفسك ؛ تخيلي هدفك كأنه تحقق ؛ تعايشي مع الهدف بكل مشاعرك وأحاسيسك ؛تخيلي أن الجميع يصفق لكِ بعد تحقيق أحلامك ؛ هذا سيعطيكِ الدافع من الداخل نتيجة مشاعرك الإيجابية ؛ تحدثي عن هدفك بلغة إيجابية ؛ ففي الخيال والحديث قوة لا يستهان بها ، وكما قال الحكيم لاوتسي ( راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات , راقب كلماتك لأنها ستتحول إلى أفعال , راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات , راقب عاداتك لأنها تكوِن شخصيتك , راقب شخصيتك لأنها ستحدد مصيرك )
أكتبي هدفك بخط واضح في نوتة صغيرة ، إقرأيه كل يوم قبل النوم واحد وعشرون مرة لمدة شهر  ، هذا سيؤكد الهدف في عقلك اللاواعي الذي سيحرك عقلك الواعي تلقائياً نحو تحقيق الهدف.
وأخيراً ضعي النية الطيبة لله تجاه أي عمل تقومين به ،ثقي بقدرة ربك علي تحقيق طموحاتك ؛ وإعملي جيداً ، قومي بتقسيم هدفك إلي مراحل صغيرة وعند تخطي مرحلة بنجاح كافئي نفسك بإستراحة بسيطة أو هدية أو رحلة صغيرة تستجمي بها لتشعري بالانجاز ؛ ثم قومي بالبدء في مرحلة تالية .
ويُقاس علي هذا المبدأ كل الأهداف والطموحات التي ترغبين في تحقيقها ... 😊
وأخيرا أسال الله لنا أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ... آمين
مدرب ومستشار أسري سمر محمد

إرسال تعليق

0 تعليقات