غرفة ذكرياتنا

************* غرفة ذكرياتنا / حدث في مثل هذا اليوم أن إفترقنا ******************
بالعام السابق في الثالث والعشرين من فبراير عند الساعة الثانية عشر ليلا أخبرتك أنني سوف أرحل ولن أعود أبداً ... ورحلت بالفعل :)
اليوم تذكرتك .. أتمني أن تتذكرني أنت أيضًا .. اليوم هو الذكري السنوية الأولي لفراقنا ...  إستعددت لهذا اليوم جيداً فأنا لم أرد أن تغتالني ذكري فراقك وتحطمني ولم أرد ايضًا نسيانها أو المرور عليها كراماً .. أردت أن أعيشها معك ..’ أردت أن أعيش تلك المشاعر التي إغتالتني وقت رحيلي رعنك .. لذلك عقدت العزم أن أكون هذا اليوم معك في حجرة ذكرياتنا الخاصة ... فإقتحمتها أنا بهدوء .. أخذت مفتاح قلبي وقبل أن أفتحها أخبرت قلبي أنه مهما رأيت بداخل هذه الحجرة فلا تحزن فهو لم يكن لنا يوماً .. أتمني أن يستمع إليّ هذه المرة 
دخلت الغرفة .. هذه الغرفة أشبه بحجرة الملابس الخاصة بأحد الأمراء واسعة جدا ولكنها تضم فقط الملاس والأحذية ... وجدت الغبار يملأ أركانها وأنثي العنكبوت قد إستنجدت بها وإتخذتها بيتاً لتحميها وصغارها من برد الشتاء .. بدأت أتجول بالغرفة وأنفض الغبار قليلًا عنها علني أري ملامحك بها  .
وقع نظري علي ثوب جميل ... كنا نرتديه معاً .. ثوب اللحظات السعيدة التي قضيناها سوياً بدأت أجربه لكنه ضيقا جداً ولم يعد يتسع لي ... فتذكرت أنها كانت لحظات قليلة جداً تعد علي أصابع اليد الواحدة  .
لوهلة ظننت أن قلبي جاحداً وغير قنوع باللحظات الجميلة القليلة .. ولكني سرعان ما أدركت أن الآن ليس وقت الحساب واللوم علي شئ ضاع وإنتهي بيدي .. فرفقا ياعقلي لا تجلد قلبي بكلماتك القاسية .. فهو لم يكن يوما ظالما لأحد وإستعدت ثقتي بقلبي مرة أخري .. فتركته وتنقلت لرف آخر لأجد حجاب ذكرياتي معك الذي لطالما حجب قلب وعقلي عن الإستماع لرجل اخر أو حتي مجرد التفكير به طالما أنت علي قيد الحياة .. بدأت أجربه لكنه لم يغطيني جيداً .. لم يحجب عني شيًئا بل كان السبب في شقائي فمنذ أن عرفتك وأن لا أسمع إلا الزيف وحَجبت عني كل الحقائق الأخري ..
وأثناء ذلك شعرت بشئ من الحنين في قلبي يجرفني نحوك وبدا قلبي مستعداً لمسامحتك ولكني الآن تذكرت أنك ملكًا لأخري خفت كثيراً فبدأت بخلعه لكي لا أفعل شيئًا لا أجني من وراؤه إلا المزيد من العذاب لقلبي ولا تحمد عقباه لاحقًا فتركته أيضًا منذ أخر لقاء لنا هنا لكي أستطيع المضي قدما في الحياة.
إنتقلت الي رف آخر لأجد شال جميل مزخرف كنت تضعه بيدك علي أكتافي ليدفئني ويحميني جيداً من برد الشتاء وجدته جميلاً رغم الغبار الذي يغطيه ولكنه لم يعد يدفئني ويحميني من شئ فهو ينقصه أنت لكي يعمل جيداً تركته وذهبت الي رف آخر لأنبش بصندوق كبير لطالما حلمت بملئه بكثير من الصور واللحظات السعيدة معاً ولكن الوقت لم يتسع وخذلتنا الأيام .. لم أجد به سوي صورة واحدة فقط أهديتها لي في أول وآخر لقاء لنا معا ..  أحببت إبتسامتك الساحرة بها فهي إبتسامة طفولية جداً فتبسمت ونظرت للصورة بعمق أكبر لأجد أن هذه الإبتسامة كانت كاذبة وأنها ليست نابعة من قلبك
وأعماقك وهذه المشاعر كانت نفاقا لجمال الصورة فقط .. رأيت ما لم أراه في هذا اليوم .. رأيت أنك لم تكن سعيداً فعلا برفقتي .. تركتها وذهبت لرف آخر لأجد صندوق الرسائل اإالكترونية مملوء جداً .. مئات منها بالصنوق لكنها رسائل فارغة لم تفرحني يوماً ... بعضها أسعدني والكثير منها أحزنني كثيراً وأتعبني أكثر في حل لغز علاقتنا معا ً فتركتها وذهبت لرف أخر لأجد قبعة جميلة أهديتها لي لتقيني حر الصيف ولسعات كلام البشر الذي كلما رأونا معاً أدركوا ما لم أدركه أنا إلا بعد الجراح .. أدركوا أن هذه العلاقة لن تستمر إلا أيام فقط .. لم أصدقهم حينها ودافعت كثيراً عن
علاقتنا .. وياليتني صدقتهم ..!
هذه القبعة أصبحت بالية الأن ومتسخة جدا .. لم تعد تحجب عني حر الصيف وكلام البشر .. لم تعد تصلح لي فتركتها وذهبت لأمسك بعطر ذكريانتا معاً .. كانت زجاجة جميلة جداً أحببت شكلها الجميل ورائحتها الزكية التي تذكرني بك .. بدأت أضع القليل منها لكني وجدتها فارغة ... فإستنشقت رائحتها لأجدها أنت .. شعرت بالحنين إليك وتمنيت أن يكون بالزجاجة القليل من العطر لأعيش بعض اللحظات الأخيرة معك ... فتركتها وأنا حزينة حتي كادت الدموع تسقط من عيني وذهبت لرف أخير في هذه الغرفة لأجد أحذية خلافتنا معا .. شعرت بالحنين فبدأت أجربها لكنها أصبحت ضيقة ومهترئة جداً ولا
تناسبني الآن .. لطالما حاولت حل هذه الخلافات وتقريب وجهات نظرنا ولكني لم أستطع  .. فتمسكت أنت بشخصيك وأنا بمبادئي ...نحن كالشئ ونقيضه لا يجتمعان أبداً ..  أنت بشخصيتك التي تميل للنمط الغربي .. شخصية إجتماعية منفتحة جداً  ..وأنا بشخصيتي الشرقية المنغلقة والمتخلفة علي حد قولك ... أحذية خلافتنا غير صالحة للإستخدام الآن .. لم ولن أستطيع إصلاحها ولن تصلح حتي لإعادة تدويرها .
بدأت أسأل نفسي كيف لم يستطع حل هذه الاختلافات أو حتي التنازل قليلاً لبعض آراؤه للإحتفاظ بعلاقتنا معاً  .. !؟ سمعت الإجابة قادمة من أعماقي لأجدها حقيقة وصادمة : لأنه لم يحبك حقا فقد كان يعشق تملك شخصية تحمل قلب ملائكي مثلك ..  شخصية يصعب عليه أن يكونها يوماً .. حزنت كثيراً وبدأت عيناي تسقط الدموع بغزارة حتي كادت تغرق الغرفة .. خفت علي ذكرياتنا معا فمسحت دموعي بسرعة وبدأت أتسائل لماذا أنا أيضا لم أتنازل عن شئ لأجلك فقد كنت أحبك حقا حينها .. فإرتسمت علي شفتاي إبتسامة خبيثة عندما سمعت الإجابة الصادقة قادمة من أعماقي : أنتي لم تتقبليه كما هو ..
أردتي أن تغيريه ليصبح نسخة من شخصيتك .. أنتي لم تحبيه لشخصه .. انت أحببتي وسامته .. إبتسامته الساحرة .. كلماته المعسولة .. رقته وسحره .. جاذبيته وتأثيره عليك .
شعرت بالإنصاف لهذه الاجابات الصادقة ... تركت الغرفة .. أمسكت مفتاح قلبي وأغلقتها جيداً وأخذت عهد علي نفسي أنني لن أفتحها مرة أخري .. :)
#المستشارة_الأسرية_سمر_محمد

إرسال تعليق

0 تعليقات